top of page
Search

دليل الطالب التائه في عالم الوظيفة المرعب

  • Writer: almutairihadel
    almutairihadel
  • Feb 4, 2023
  • 3 min read


في بادئ الأمر أود أن أهنئك أيها الطالب المكافح!

مُبارك تخرجك وتفوقك، لك مني كل التحايا والتهاني والأماني الطيبة.

ثانيًا، يؤسفني القول بأن الصعب لم يبدأ بعد.

فتعلن نهاية المسيرة الجامعية، بدء المسيرة الوظيفية، والتي يتخللها عادةً 25 عام من العمل الدؤوب المستمر.

ثالثًا، لا تقلق.

أنا أكتب لك اليوم لأنني وفي هذه اللحظة بالتحديد أتمنى لو أن باستطاعتي قراءة كتيب استعداد يحمل العنوان: (دليل الطالب التائه في عالم الوظيفة المرعب). أما الآن فأتركك مع حصيلة ما مررت به من تشتت ذهني، آمله أن تبث في نفسك البعض من الاستعداد النفسي والجسدي للعاصفة القادمة.


-مرحلة التقديم.

في الغالب أنك تقرأ هذا المقال في منتصف العام الدراسي الأخير، مما يعني أن لديك ما يقارب الأربعة أشهر للتقديم على التدريب التعاوني الإجباري لنيل وثيقة التخرج. في معظم الأوقات تكفي هذه الفترة الزمنية للبحث عن المكان المناسب، لكن إن لم تبدأ بالبحث والتقديم بعد، فعليك بالآتي:

- قم بكتابة قائمة بالأماكن التي تطمح للقبول فيها، رتبها حسب الأولية واستشير من هم في ذات المجال. وإن كنت لا تعلم عن طموحك أقول لك مجددًا...لا تقلق! فأمرك هينٌ سهل فقط افعل التالي:

- ابحث عن الشركات، والقطاعات، والمؤسسات التي تقدم برامج التدريب التعاوني لتخصصك، من خلال LinkedIn)) لنكدان، أو عن طريق البحث في موقع الجهة ذاتها عن طريق نافذة (careers).

- لا تتردد في التواصل مع من ينتمون إلى المنظمة عن طريق البريد الإلكتروني أو لنكدان، للاستفسار عن إمكانية وطريقة التقديم.

- تقدم معظم الجامعات مركز للخدمات التوظيفية، سارع بالتواصل والسؤال عما يقدمون من مساعدة.

قد يختلف البعض فيما سأقول، رغم ذلك سأطرح ما وجدته مثريًا في رحلتي.

لا تتكبد العناء في القراءة والتحري المتمعن عن عمل كل شركة تتقدم لطلب الالتحاق بها، كل ما عليك فعله بعد التقديم هو الاستعداد لمرحلة القبول، أو الرفض إن صح القول.


-الرفض الأول.

تأججت خيبتي حالما استلمت أول بريد إلكتروني يعلمني برفضي من شركة "أحلامي" أو ما كنت أعتقد أنها كذلك. أما ما تبع ذلك من رفض أصبح عادة صباحية، وجزء لا يتجزأ من يومي الحافل، فأتصفح البريد الإلكتروني في طريقي إلى الجامعة مشتاقة لرؤية رسالة (We regret to inform you) التي كانت تهدئ من روعي بأن هناك من يقرأ ويتفقد التقديمات على الأقل.

وعلاوة على ذلك لثقتي التامة بتيسير الله لكل أمري. ثم أن المليارات من البشر سبق لهم المرور بذات التجربة، ووجد البليد منهم مكانه فيتحتم أن يجد المثابر عرشه.


-كرسي الاعتراف.

(We would like to invite you for an interview)

تنفس الصعداء! ها هي أولى الخطوات تتضح، ها هو الطريق قد رُسم.

لكن لا تبتهج كثيرًا تبقى لديك الاختبار الأخير..."كرسي الاعتراف"...وفي روايات أخرى المقابلة الوظيفية.

يبرز الآن وجوب القراءة المسبقة عن المنظمة، ماهية المجال، الأقسام الرئيسية، وكل ما يمكنك العثور عليه في الموقع الإلكتروني.

حاول بقدر المستطاع أن تجيب بما يريدون سماعه وليس بالتحديد ما تريد قوله أو ما تفكر به، فإن سئلت عن نقاط ضعفك، لا تقل "أنا أتأخر عن موعد التسليم" أو "لا يوجد لدي نقاط ضعف"...لأننا نعلم جيدًا أن هذا غير صحيح. عوضًا عن ذلك غلف نقاط ضعفك بنقاط القوة! فقل مثلًا "أطمح دائمًا إلى تسليم العمل على أكمل وجه مما قد يكلفني ضعف الجهد والوقت"، وتذكر أبيات أبو الفتح السبتي:

"أفدْ طبعَكَ المكدودَ بالجدِّ راحَةٌ

يَجُمُّ وَعَلِّلهُ بِشَيءٍ من المَزحِ

ولكِنْ إذا أعطيْته المَزحَ فلْيَكُنْ

بِمقدارِ ما تُعطي الطَّعامَ مِنَ المِلحِ"

والأهم، لا تخجل إن لم تستطع الإجابة عن سؤال، فالهدف الأول والأسمى من التدريب التعاوني هو أن تتعلم.


-القبول الأول.

تهانينا! أنت مقبول.

وإن قمت بعمل الخطوات السابقة، فاحتمالية أنك ستستلم هذه الرسالة أكثر من مرة مرتفعة، وهذا يعني وجوب اتخاذ القرار.

مرة أخرى قم بكتابة قائمة بجميع الجهات التي قبلت فيها، وقم بتحديد الإيجابيات والسلبيات لكل جهة، ضع وزن لكل صفة بحسب الأهمية الشخصية، والأهم في نظري استشارة أصحاب الخبرة.


-اليوم الأول.

لم تنم بما فيه الكفاية، تكومت كل المخاوف حاجبة قدرتك على الشعور...لا تقلق، فهذا التسلسل الطبيعي في أول يوم وظيفي، تشعر وكأنما قد رجع بك الزمن إلى الوراء للصف الأول الابتدائي. كل من هم حولك يبدون أكبر منك بقرون، مصطلحات لا تفهمها، مبنى مُوحش خالي من أي شعور بالدفء.

(أنا لا أنتمي هنا) هذه أول فكرة خطرت في بالي.

لا شيء مما تعلمته خلال مسيرتي الدراسية، لا أفهم أي شيء مما يقولون، غير قادرة على استيعاب أن هذا واقعي، (أريد العودة إلى المنزل) هو كل ما أعرفه.

بعد مرور أسبوع بدأت بجمع تعاريف لكل المصطلحات الجديدة، في صفحة أسميتها: (المعجم الشامل للمصطلحات العجيبة)، وأنصح بشدة بتسجيل كل الأسئلة والمعلومات وكل ما لا تفهمه، ثم عد للإجابة والبحث والتعلم.

يكمن معظم التعلم على الاعتماد الذاتي، فالحقيقة المرّة، أنك على الأغلب لن تجد من يأخذ بيدك ويريك الخطوات الكاملة لإنجاز العمل، ستشعر في بعض الأحيان بأنك حقًا تائه، لكن لا تخف فهذا حال معظمنا.


-الخطأ الأول.

ستخطئ وتفشل.

ستتعلم.

وأخيرًا تذكر ماهي إلا فترة وجيزة من عمرك، ستمر بكل ما فيها، ولن تحكم على حياتك بمسار ونهج معين. وأن ما شاركته ليس إلا من خلال تجربتي الشخصية، فآمل أن تكون تجربتك أجمل.

متدربة حالية: هديل عصام المطيري.

 
 
 

Comments


Post: Blog2_Post

2022 - created out of boredom!!!

bottom of page